الرسول -عليه الصلاة والسلام- كانَ من الصفات الأساسية في رسولِنا الكريم محمد -عليه الصلاة والسلام- دماثةُ الخُلق، وحسن المعشر، وطيب النَفس، وكان -عليه الصلاة والسلام- صادقاً أميناً، وقد لُقّب بالصادقِ الأمين بين أهلِه وعشيرته، كما كان -عليه الصلاة والسلام- محلّ ثقةٍ لأهل قريشٍ فكانوا يضعون عنده أماناتهم، وكانت هذه الصفات متأصلةً بحبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- قبل البعثة، وبعد البعثة زاد رحمةً بالناس عامةً، وأخذ يدعوهم إلى عبادة الرحمن الرحيم لإخراجهم من الكفر، رحمةً بهم لأنه يعرف ما معنى يوم الحساب، وما هي عواقب الكفر والعصيان.
أحبّ الصحابة نبيّهم أكثر من أنفسهم، ولم يكن هذا الحب قسرياً بل كانوا يبادلون نبيهم الحبّ بالحبّ، وكثيرةٌ هي المواقف التي كان النبي الكريم يعبّر بها عن حبه لأصحابه وهو حيّ، وقد تعهد بالشفاعة لأمته يوم القيامة لحبه لها، ولكلّ من تبع دينه وآمن به من بعده، ولم يفرض الإسلام على الناس أن يكون كل كلامهم ذكراً، وكل سماعهم قرآناً، وكل فراغهم في المسجد، بل تعاملَ معهم على أنهم بشر، وليسوا ملائكة، وكذلك تعامل الرسول مع أصحابه.
صور معاملات الرسول لأصحابه - لقد تعرّض النبيّ الكريم للكثير من الأذى من قبل كفار قريش كما تعرّض أصحابه، وعندما حاصر الكفار المسلمين في مكة، كان النبي الكريم يضع حجراً على بطنه من شدة الجوع كغيره من الصحابة الذين تأذوا من الحصار.
- كان رسول الله يستشير أصحابه في كثيرٍ من الأمور، مثالاً على ذلك استشارته لأصحابه من يريد الخروج معه في معركة بدرٍ، وقد خص بالسؤال الأنصار لكونهم عاهدوه على حماية المسلمين داخل المدينة وليس خارجها، ولم يخرج للمعركة حتى سمع رأيهم.
- أخذ برأي سلمان الفارسي بحفر خندقٍ حول المدينة، عندما أرادت قريش مهاجمة المسلمين، بل شارك الصحابة في الحفر.
- لم يتميز عن صحابته بمأكلٍ أو بمشربٍ، بل كان بعض الصحابة أغنياء وكان -عليه الصلاة والسلام- أفقرهم مالاً وأغناهم نفساً.
- حمل رسولنا الكريم السيف وقاتل إلى جانب صحابته في غزوة أحد، وكاد أن يقتلَ لولا عناية الله أولاً وحماية المسلمين لظهره.
- كان -عليه الصلاة والسلام- يمازح أصحابه لإدخال السرور إلى قلوبهم ويناديهم بأحسن أسمائهم، فعن عائشة -رضي الله عنها- أنّ عجوزاً جاءت إلى النبي وطلبت منه أن يدعوا لها بالجنة، فردّ عليها النبي بأنّ الجنة لا تدخلها عجوز فذهبت العجوز تبكي، فقال النبي أخبروها بأنها لا تدخل الجنة وهي عجوز.
- كان -عليه الصلاة والسلام- يحبّ أبناء فاطمة الحسن والحسين، حيث كانوا يصعدون على ظهره وهو يصلي، فيتركهم ويطيل بالسجود خوفاً من وقوعهم عن ظهره.